الفصل الأول : حينما أدركت أنني مصاب بمرض القلق النفسي الجزء الأول

يوم السبت، مارس 26، 2016

قررت أن اسجل يومياتي لكي أجعاها كمرجع لي من أجل معرفة تطورات حياتي الجديدة التي أعلنت فيها الحرب ضد هذا المرض التافه .
ابتداءا من اليوم سوف اسجل ما يجري من احداث و تطورات في هذه القضية

البداية : كانت مند زمن طويل ست سنوات كنت انذاك في مرحلة الثانوية العامة بالضبط حينما انتقلت لكي اكمل دراستي بالمدينة لأن القرية التي اسكن فيها لا تتوفر على جميع الشعب الدراسية بحكم انني اخترت متابعة دراستي في علوم الاقتصاد اضطررت لمغادرة القرية و التوجه الى الثانوية الداخلية بالمدينة ، و كما هو بديهي ففي كل قصة تتغير مجريات الاحداث فجأة .

لم استطع الاندماج مع الكم الهائل من التحولات و المبادئ الغريبة التي صادفتها أنذاك فكنت مصدوما و مذهولا طوال الوقت و رافض بشكل كلي ان استسلم للأوضاع و أن اتأقلم مع المحيط الجديد الذي أصبح جزءا منه .

كنت أجلس لوحدي أمام المدرسة أفكر و أتأمل في واقعي الجديد الذي لم يرق لي بتاتا أرى أناس جدد طريقة عيش مختلفة كلمات و مصطلحات جديدة تطرق باب عقلي المقفل بإحكام .

زد على ذلك السكن الداخلي الذي لم يترك لي أملا في أن أستجمع قواي . كنا ثمانية أفراد في الحجرة الواحدة أشخاص جدد و عقليات جديدة كنت لأول مرة في حياتي أنام و أصحى على كلمات نابية

كل هذه الظروف ظلت مرافقة لي مدة سنتين كاملتين لا أنكر فيها أنني عشت لحظات جميلة لكنها كانت المسبب الأول لنمو مرض القلق النفسي و كانت أول أعراضه قرحة المعدة التي كانت تجعلني أعاني بشكل دوري بألام شديدة حتى أصبحت أتأقلم معها .

كنت لا أعرف السبب الحقيقي وراء هذه الألام فالطبيب يصف لي مسكن او مرطب و أمضي الى أن أعتل مرة أخرى و أخد نفس الدواء .

المهم مرت السنتين حصلت على شهادة الباكالورية و طبعا النتيجة كانت سلبية للغاية مما جعلني أدخل في دوامة من المشاعر السلبية .

فقررت حينها الدخول الى معهد للتكوين المهني ، حسنا فهو هو ليس اختيار بل لم يكن أمامي خيار غيره .
درست فيه لمدة سنتين كنت قد شعرت ببعض التحسن لأنني ودعت ذاك المكان الموحش و بدأت أبني صداقات من جديد بل و كنت من الطلبة المميزين في الفصل .

الى ان تعرفت بفتاة جاءت في وقت كنت أبحث فيه عن الجانب العاطفي الذي لم يسبق لي أن جربته . و من هنا بدأت الجولة الحاسمة في بداية نشوء المرض .

0 التعليقات:

إرسال تعليق